إن عدم التوعية في خصوصية الجسد للأطفال هو ناقص خطر، إذا أن هذه التوعية تحمي الأطفال من الإساءات، إذ يمكننا محاولة حماية الأطفال من الإساءة والتحرش عن طريق عدة نقاط :

أولاً: منذ ولادة الطفل علينا أن نحترم خصوصية جسده وعدم تبديل ملابسه أمام الآخرين بالمناسبات العائلية والتجمعات أو الأماكن العامة وتعليم الطفل أن جسده ملكه هو وللجسد خصوصية، فلا يجوز أن يبدل ملابسه أمام أحد أو أن ينظر أحد إلى عورات جسده أو يلتقط لجسده صور.

ثانياً: تعليم الطفل أن لا يجلس بحجر شخص غريب، أو ان يأخذ أي شيء من شخص غريب، أو أن يذهب لأي مكان مع شخص غريب دون معرفة والديه.

ثالثاً: يلجأ بعض المتحرشين إلى خدعة (أن هذا سر)، فيقولون للطفل بأن هذا سر وإياك ان تخبر ماما أو بابا مع تهديده، فعلينا تعليم الطفل السر الجيد والسر السيء والتفرقة بينهم وهذا مثال عليهم:

◀️السر الجيد: نسأل الطفل ما شعوره لو قمنا بشراء هدية لأحد أفراد العائلة وقمنا بتخبئة هذه الهدية وحفظ السر لحين موعد تقديمها؟ سيكون شعور بالفرح، الحماس، الراحة

وهذا سر جيد وهو مع العائلة وعلينا الاحتفاظ به

◀️السر السيء: نسأل الطفل ما شعوره لو أن شخص سرق أمامه وقال له أن هذا سر؟ ربما يكون شعور غير مريح وعليه أن يبلغ عنه.

وعليه: فالطفل عليه أن يعي أنه اذا تعرض لأي شيء لا يريحه أو أحد أخبره بشيء أزعجه وقال أنه سر لا بأس بأن يخبر به والديه وأن لا أسرار بيننا وبين الغرباء والأسرار التي لا تريحنا وتزعجنا مع الأقارب لا بأس بالبوح بها لوالدينا.

رابعاً: تعليم الطفل الفرق بين اللمسة الجيدة واللمسة السيئة، مثال:

◀️اللمسة الجيدة: عندما يقومان أمي وأبي باحتضاني، عندما تقبلني جدتي، عندما اصافح الأقارب.

◀️اللمسة السيئة: أن يقوم بضربي أحد أو أن يلمس أجزاء خاصة بجسدي.

وعليه أن يعي أنه إذا تعرض للمسة سيئة أن يبتعد عن الشخص المُسيء ويصرخ بأعلى صوته ويقول:لا تلمسني ويخبر والديه فوراً.

خامساً: الانتباه الى الرسومات التي يرسمها الطفل، فالأطفال يعبرون أحياناً بالرسم عما يفكرون به أو ما تعرضوا له والإنتباه إلى أي تغير آخر مثل: أنه بشكل مفاجئ لا يريد أن يسلم على أحد الأقارب بعدما كان يحبه، أو أنه عاد للتبول على نفسه، أصبح يخاف أكثر، بعض هذه التصرفات (ربما) تكون إشارة لتعرضه للإساءة.

سادساً: إذا أخبرك طفلك عن تعرضه للإساءة احتضنه واخبره أن هذا ليس خطأ منه وبين له أنك مصدق له بشكل كامل وانك ستحميه ممن أذاه، وبعد تأكدك اتخذ الإجراء القانوني بالشخص المسيء واذهب بطفلك إلى مختص نفسي فمثل هذه الحوادث لا تُنسى فوراً بمجرد محاولة نسيانها أو عدم معاودة التحدث بالموضوع.

سابعاً: تذكر أن الإساءة لا تأتي فقط من الغرباء بل من الأقرباء أيضاً فربما تتم الإساءة للطفل من قبل أخ، جد، خال، عم فلا تكذبه إذا وثق بك وأخبرك بماذا حدث له إذا كان من شخص قريب.

كتبت بواسطة الاخصائية: أميرة نوفل