استخدام الأطفال للهاتف النقال
استخدام الأطفال للهاتف النقال

بقلمي (استخدام الأطفال للهاتف النقال)

الأم التي تعطي طفلها ما دون سن الخامسة الهاتف لتلهيه وتتفرغ لأعمالها هي بذلك تشتري راحة عاجلة بمتاعب آجلة (تشتري الراحة الآن والمتاعب غداً) فاستخدام الهاتف خطير على الأطفال والخطر يزيد على أطفال ما دون الخامسة لأن الطفل في هذه الفترة العمرية يمتلك أفضل استعداد لاكتساب المفردات واستخدام اللغة، بالإضافة إلى أنه يبدأ بتوسيع دائرة علاقاته الاجتماعية بعيداً عن دائرة الأم والأب لتشمل الأخوة، والأقارب، والأقران، ونحن بإعطاءه الهاتف نعطل لديه فرصة استخدام اللغة، وفرصة تكوين علاقات اجتماعية، وسيواجه مستقبلاً مشكلة في التعبير عن نفسه قد تؤدي إلى مشاكل في الشخصية، وانعدام الثقة بالنفس، كما أن ذلك قد يؤثر سلبياً على تكوين علاقات اجتماعية تفاعلية مع أقرانه وكل ذلك بسبب تأثير انسجامه مع الهاتف النقال الجذاب بمثيراته السمعية والبصرية في مرحلة الطفولة، والوقاية خير من العلاج فأثر الوقاية شبه مؤكد أما أثر العلاج فهو غير مضمون،والحل البديل أيتها الأم هو أن تستبدلي الهاتف بالألعاب، ولن يكون ذلك سهلاً فنقله من بيئة الهاتف الجذابة إلى بيئة الألعاب الأقل جاذبية قد يستغرق وقتاً، وهذا الوقت مرتبط بدرجة تعلقه بالهاتف فإذا كان ارتباطه بالهاتف ضعيفاً فستكون المدة قصيرة وإذا كان ارتباطه بالهاتف قوياً فستطول المدة، فاصبري على طفلك حتى يتخلص من تأثير الهاتف ليستمتع بعد ذلك مع ألعابه، ومن الظواهر النفسية التي قد تظهر لدى الطفل في سن 2-5 سنوات ظاهرة (الإحيائية) حيث يتعامل الطفل مع ألعابه وكأنها أحياء فيبدأ بمحاورتها وكأنها كائنات حية وهذا ينشط لديه التفكير ويقوي لديه استخدام اللغة كما يمهد ذلك لتكوين علاقات اجتماعية حقيقية من خلال تطوير المهارات التواصلية مع الألعاب، وخلاصة القول أن للهاتف أثر سلبي على اكتساب اللغة وعلى تكوين علاقات اجتماعية عند الأطفال، ولحسن الحظ أن هذا الأثر السلبي يمكن تجنبه، أسأل الله أن يحفظ أولادكم من كل مكروه.

د. غالب توهان الجبور

تم الإنشاء في: 4/20/2025

آخر تحديث في: 4/20/2025